"خذ دمي واسرج به روحك"

{title}
أخبار الأردن -

ماهر أبو طير

"مقال قديم بقلمي في صحيفة الدستور الاردنية اليومية- حين كنت كاتبا صحفيا بها قبل انتقالي لصحيفة الغد، منشور بتاريخ 14-4-2011، اعيد نشره لاهمية معلوماته" 

 

كثرة لاتعرف قصة بئر الزيت، تحت المسجد الاقصى في مدينة القدس، وبئر الزيت موجودة تحت الاقصى المعروف بقبته الزرقاء، وفي ما يعتبرالمسجد الاقصى القديم.

بئر عميقة استخدمت مخزناً للزيت الذي كان يضاء به المسجد الاقصى، فيتم تخزين الزيت في البئر ،من اجل استعماله على مدى العام، لاشعال المصابيح والقناديل والسراجات،والمتبرعون كانوا يقدمون المال لشراء الزيت، او يأتون بالزيت لصبه في البئر.

المؤرخ "مجير الدين الحنبلي" يقول أنه كان يتم إيقاد القناديل والسراجات كل ليلة في الحرم القدسي وقتي العشاء والفجر، وعند مدخل الأقصى القديم.

يذكر ايضاً،في كتابه "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل"..ان عدد هذه القناديل في داخل المسجد الأقصى،وعلى أبوابه بلغ 755 قنديلا،وفي مسجد قبة الصخرة بلغ خمسمئه وأربعين قنديلا بالاضافة الى مايوقد في الأروقة.

عدد السراجات كان يصل إلى عشرات الالاف في المناسبات الدينية كما يتضح من رواية الحنبلي الذي يقول.."وأما في ليلة النصف من شعبان فقد كان يوقد في المسجد الأقصى وقبة الصخرة ما يزيد على عشرين ألف قنديل وهذه الليلة كانت من عجائب الدنيا،فتضيء كل منطقة الحرم القدسي بعشرات الاف السراجات".

ذات المشهد كان يتكرر في ذكرى الاسراء والمعراج،وفي ليلة المولد الشريف وفي ليلة القدر .

إذا كان عدد المصابيح يصل إلى نحو عشرين ألف قنديل فإن هذا يفسر عمق البئر،حتى تكفي مخزون الزيت المبارك،وعلينا ان نتخيل صورة الحرم القدسي وقد اضيئ بعشرات الاف السراجات،ُمبدّدة العتمة،ويالها من صورة رائعة وجميلة.

بعض الفقهاء المسلمين أعدوا بحوثاً فيما وصفوه فضل إسراج بيت المقدس معتمدين على أحاديث منسوبة للرسول الكريم،صلى الله عليه وسلم تؤكد أن التبرع بالزيت ليسرج في قناديل المسجد الأقصى يساوي ثواب الصلاة فيه.

حديث ميمونة بنت سعد،احد هذه الاحاديث والتي قالت.. "يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس،فقال أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه،فإن كل صلاة فيه كألف صلاة قلنا: يا رسول الله فمن لم يستطع أن يصلي فيه؟قال فمن لم يستطع أن يأتيه فليهد إليه زيتاً ُيسرج في قناديله فان من أهدى إليه زيتاً كان كمن أتاه".

في حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإن من أسرج في بيت المقدس سراجاً لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام ضوؤه في المسجد.

معنى الكلام:ان لم تصل فيه فعليك اسراج الاقصى،فلا فكاك لك من الصلة بالمسجد،بالصلاة،فإن لم يكن فعبر أشكال اخرى يعرفها كل الناس،هذه الايام،وتماثل اسراج المسجد قديماً.

بلغة هذه الايام،على كل واحد فينا واجب شرعي واخلاقي لنصرة المسجد الاقصى واهله وجواره،بالمال والمساندة وبعدم تغييب قضية الاقصى عن ذاكرة الناس،واطلاق الحملات السياسية والاعلامية والمالية لنصرة الاقصى،حتى يأتي الله بوعده،وأمره.

خذ دمي أيها الاقصى،وأسرج به روحك.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير